للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال أبو عبيد، في (كتاب الأموال) عن ابن الزبير:

«كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن أنه من أسلم من يهودي أو نصراني فإنه من المؤمنين له ما لهم، وعليه ما عليهم، ومن كان على يهوديته أو نصرانيته، فإنه لا يفتن عنها، وعليه الجزية» .

وأما الظالمون الذين قال الله فيهم {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (١) .

فهؤلاء لم نؤمر بجهادهم بالتي هي أحسن، لأن الظالم ليس بذي علم ولا دين ولا حق، ولهذا كان مستحقًّا للقتال.

وأما المستجير المستأمن -وهو من أهل الحرب- فقد أمر الله تعالى بإجارته حتى تقوم حجة الله عليه، ثم يبلغ مأمنه، قال تعالي: - {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ} (٢) .

والحرب الإسلامية، دفعت إليها الرحمة، وأظلتها الرحمة، وأنهتها الرحمة. . وإذا كان من الرحمة بجسم الإنسان أن تقطع بعض إجزائه الفاسدة حتى لا يسري الفساد ولا يستشري، فإن من الرحمة بالناس جميعًا أن تبتر عناصر الفساد من الطغاة والظالمين والمستبدين، حتى يعيش سائر الناس آمنين مطمئنين، لا يهدد حياتهم خوف ولا ظلم ولا اضطهاد.

والباعث على الحرب الإسلامية، كما جاء في القرآن الكريم، رد العدوان، وصد الطغيان، قال تعالي: -


(١) سورة العنكبوت، آية ٤٦.
(٢) سورة التوبة، ٦.

<<  <   >  >>