" سمعتم أنه قيل: عين بعين وسن بسن، وأما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضًا، ومن أراد أن يخاصمك وأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضًا، ومن سخرك ميلًا واحدًا فاذهب معه اثنين. من سألك فأعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا ترده ".
" سمعتم أنه قيل: تحب قريبك وتبغض عدوك، وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم "(إنجيل متى ٥، ٣٨-٤٤) .
أما هذه الوصايا والنصائح، فقد ذهبت أدراج الرياح.
النصارى تحت نير الاضطهاد
لقد بدأ اضطهاد المسيحيين منذ وقت مبكر، وقد كان المسيح نفسه -حسبما تصوره أساطيرهم- ضحية لهذا الاضطهاد. وقد نزل بأتباعه فيما بعد كثير من العسف والظلم، وكان اليهود مصدر هذه القسوة.
لكن المسيحية بدأت تنتشر على الرغم من اليهود، وغلبتهم على أمرهم، وحينئذ تقدم أباطرة الرومان، ليقوموا بدورهم المشهور في اضطهاد المسيحيين!! وذلك لأن هؤلاء الأباطرة كانوا لا يعرفون من أمر ذلك الدين الجديد إلا أنه امتداد لليهودية، ولقد كانت اليهودية موضع كراهية واشمئزاز من الرومانيين.
وذلك على غير ما جرى عليه العرف من أن الإمبراطورية الرومانية تعطي أبناءها حق الحرية الدينية.
ذلك أن اليهودية -بتعصبها وعنصريتها- أثارت الحقد والضغينة في القلوب وكان الأباطرة -قبل المسيح - يقاومون ذلك التيار اليهودي العدواني الجارف!! هذا من جهة. . .