الأول لما ولي الملك أصدر أمره بنهب أموالهم كلها ثم أجلاهم من مملكته، فأجلى أكثر من خمسة عشر ألف يهودي في غاية الفقر والحاجة!
وقد نقل أحد المسافرين واسمه (سوتي) : " أنه كان حال البرتغاليين، أنهم كانوا يأخذون اليهودي، ويحرقونه بالنار، ويجتمع رجالهم ونساؤهم يوم إِحراقه كاجتماع يوم العيد، وكانوا يفرحون أعظم الفرح، وكانت النساء يصحن وقت إحراقه سعادة وسرورًا ".
ولو ضممنا إلى هذه الوثائق، والأرقام ما فعله المسيحيون بالمسلمين، في الحروب الصليبية، وكذلك في إسبانيا بعد سقوط غرناطة (١) ، ثم ما فعله الاستعمار الصليبي القديم والحديث بالمنطقة الإسلامية، لتبين لنا أن المسيحية التي يصر معتنقوها على اعتبارها (دين الرحمة والتسامح) ما هي إلا باب من أبواب العذاب والتنكيل، وجحيم لا يطاق من التآمر والفتك، وملحمة من ملاحم الاغتيالات والكراهية والحقد! وجرح لا يندمل في قلب البشرية وضميرها يطفح بالدم والصديد. . .!
ومجمل القول: إن المسيحية من خلال تاريخها، بأرقامه ووثائقه وحقائقه تعتبر مصدر قلق وآلام وشرور للإنسان، ولتاريخ الإنسان. . . أينما كان، وحيثما حل في أرض الله!
تلك هي النصرانية الصليبية التي يصر كهنتها أن يذروا الرماد في العيون. . فنراهم كل يوم ينشرون على الناس قائمة النحل الفاسدة التي ابتدعوها واخترعوها ليصدوا الناس عن دين الله، وعن هداه! !
(١) قدمنا في كتابنا (دموع قديمة) نماذج مما فعلته محاكم التفتيش بالسلمين بعد سقوط غرناطة.