الآخر (يوحنا) كانت امرأة صديقة ليسوع، وأن ذلك حدث في بيتها.
(لوقا ٧: ٣٦- ٣٨، يوحنا ١٢: ١- ٨)(١) .
أما بعد. . فإن النتيجة التي لا مفر من التسليم بها كما بينتها هذه الخلاصة لأبحاث علماء النصرانية تقول بحق:
إِن الأناجيل القانونية ما هي إلا كتب مؤلفة- بكل معنى الكلمة- وهي تبعا لذلك معرضة للصواب والخطأ. ولا يمكن الادعاء ولو للحظة واحدة أنها كتبت بإلهام.
لقد كتبها أناس مجهولون، في أماكن غير معلومة، وفي تواريخ غير مؤكدة. والشيء المؤكد- الذي يلحظه القارئ البسيط كما يلحظه القارئ المدقق- أن هذه الأناجيل مختلفة غير متآلفة، بل إنها متناقضة مع نفسها ومع حقائق العالم الخارجي (حيث فشلت التنبؤات بنهاية العالم) كما رأينا وكما سنرى فيما بعد.
إن هذا القول قد يضايق النصراني العادي، بل إنه قد يصدمه ولكن بالنسبة للعالم النصراني المدقق فقد أصبح القول بوجود أخطاء في أسفار الكتاب المقدس حقيقة مسلما بها.
إن الكنيسة الكاثوليكية كانت تتمسك بشدة بعقيدة الإلهام، كما يقول موريس بوكاي التي تأكد القول بها في مجمع الفاتيكان الذي عقد عام ٦٩- ١٨٧٠ م، والذي تقرر فيه " أن الكتب القانونية لكل من العهدين القديم والجديد قد كتبت بإلهام من الروح القدس وأعطيت هكذا للكنيسة ".
لكنها عادت الآن- بعد نحو قرن من الزمان- لتواجه الحقائق وتعترف بها. فلقد بحث المجمع المسكوني الثاني للفاتيكان (٦٢- ١٩٦٥ م) المشكلة