للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقي أن نقول: إن قوله تعالى: {فنفخنا فيها من روحنا} (١) هو نظير قوله تعالى عن آدم عليه السلام: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ} (٢)

وقد شبه الله المسيح بآدم في قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (٣)

أضغاث أحلام:

هذا ما جاء في القرآن الكريم (ومفرداته) عن الروح القدس. . .!

أما ما جاء في (الكتاب المقدس) عن هذه المفردة ذاتها. . .! فإن بولس يقرر كيفية تدوين التوراة والإنجيل إذ يقول: " كل الكتاب هو موحى به من الله " (الرسالة الثانية إلى تيموثاوس، ٣: ١٦) ، وعندما نتتبع كيفية هذا الإيحاء نجده -عنده- وقوع الإنسان في غيبوبة (فيقرر لوقا في سفر " أعمال الرسل " وقوع بولس في غيبولة قائلًا) : " وحدث لي بعد ما رجعت إلى أورشليم وكنت أصلي في الهيكل أني حصلت في غيبوبة فرأيته قائلًا. . . . اذهب فإني أرسلك إلى الأمم بعيدا " (أعمال الرسل ١٧: ٢٢- ٢١) .

وشق بولس طريقه بإنجيل يغاير إنجيل المسيح قائلًا: " صعدت بموجب إعلان وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم، ولكن بالانفراد على المعتبرين " (غلاطية ٢: ٢) .

ويستهين بتلاميذ المسيح قائلًا: " وأما المعتبرون أنهم بشيء مهما كانوا لا فرق عندي الله لا يأخذ بوجه إنسان. فإن هؤلاء المعتبرين لم يشيروا عليَّ بشيء. بل بالعكس إذ رأوا أني اؤتمنت على إنجيل الغرلة كما بطرس على


(١) سورة الأنبياء، آية ٩١.
(٢) سورة الحجر، آية ٢٩.
(٣) سورة آل عمران، آية ٥٩.

<<  <   >  >>