إنجيل الختان. فإن الذي عمل في بطرس لرسالة الختان عمل فيَّ أيضًا للأمم. فإذا علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرون أنهم أعمدة أعطوني، وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم وأما هم فللختان (غلاطية ٦: ٢-١٠) .
وهكذا سلخ بولس رسالة المسيح من أصالتها المؤسسة على التوراة والمتممة لها كما قال السيد المسيح:" ما جئت لأنقض بل لأكمل "(متى ١٧: ٥) إلى نصرانية تستمد أصولها من الفلسفات الإغريقية.
" والأعجب من ذلك أن بطرس يقرر حقيقة تدوين الأسفار المقدسة بقوله: " لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس " (رسالة بطرس الثانية ١: ٢١) .
وبالبحث لاستجلاء كيفية تلقي بطرس للوحي، يقول لوقا عن بطرس:
" صعد بطرس إلى السطح ليصلي نحو الساعة السادسة فجاع كثيرًا واشتهى أن يأكل، وبينما هم يهيئون له وقعت عليه غيبة " (أعمال الرسل ١٠: ٩، ١٠) .
فماذا نجم عن هذه الغيبوبة: (يقرر لوقا قائلًا: " وأما أنا فقد أراني الله أن لا أقول عن إنسان ما أنه دنس أو نجس " (أعمال الرسل ١٠: ٢٨) .
ومن العجيب أن بطرس لما رأى إيمان الأمم بالمسيح نبيًّا رسولًا، وحلول موهبة الروح القدس عليهم " أمر أن يعتمدوا باسم الرب " (أعمال الرسل ١٠: ٤٨)
وهذا فيلبس واحد من التلاميذ كان يعمد باسم الرب: " ولكن لما صدقوا فيلبس وهو يبشر بالأمور المختصة بملكوت الله وباسم يسوع المسيح اعتمدوا " (أعمال الرسل ٨: ١٢) .
لقد كانت الدعوة: التبشير بالأمور المختصة بملكوت الله وهي في الحقيقة التبشير بالإسلام دين الله الذي ارتضاه الله للإنسانية كافة.