من هنا نرى التناقض البارز في وجهة نظر بولس الذي قال:" ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا "(١ كو ١: ٢٣) فمتى كان المسيح مصلوبًا؟ وهذا ما سندحضه بالحجة البالغة.
ولنترك بولس وبطرس في تناقضاتهما ونتساءل ما هي الحقيقة القانونية للأناجيل. أهو موحى به من الله؟ أم هو من إعداد تلاميذ المسيح؟ يجيب عن هذا التساؤل لوقا قائلًا:
" إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا منذ البدء كما سلَّمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخُدَّامًا للكلمة، رأيت أنا أيضًا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علّمت به "(لوقا ١: ١- ٤) ويقر يوحنا قائلًا: " وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدّام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب "(يوحنا ٣٠: ٢٠)
فالأناجيل تؤكد نجاة السيد المسيح من الصلب فالموت. وهنا نقف هنيهة لنتساءل: ألا يمكن اعتبار قول بولس " ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا " واحدةً من (غيبوبياته) .
يقول يوحنا في إنجيله:" فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون أجابوه يسوع الناصري. قال لهم يسوع أنا هو. وكان يهوذا مسلّمه أيضًا واقفًا معهم. فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض "(١٨: ٤- ٦) .
وهنا نتساءل في تعقل وتدبر: ما الذي أفزعهم، إذ رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض وهم مسلحون وهو أعزل؟ لا بد أن تكون ظاهرة كونية قذفت في قلوبهم الرعب. فلو أضفنا قرينة واردة في إنجيل لوقا بشأن مولد المسيح قائلة: " وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على