الأمر، العهد، الخبر. وهذه المرادفات تعني قدرة الله في أنه إذا أراد شيئًا إنما يقول له كن فيكون.
مناقشة ما جاء في إنجيل يوحنا
هذا النص هو إحدى الدعائم التي قامت عليهما عقيدة التجسيد عند النصارى، وهو الركيزة الأولى التي استند إليها دعاة التجسيد الأولون في تشكيل العقيدة النصرانية في إعطائها الصورة التي طلعت بها على الناس.
لقد فهم دعاة النصرانية ومبشروها من هذا النص أن الكلمة هي الله. وأن الله هو الكلمة، وأن الكلمة قد خلق به كل شيء. وأنه صار جسدًا وحلّ بيننا في شخص المسيح الذي رآه الناس في عصره الذي ظهر فيه. في أرض اليهودية. وقام بدعوته في مواجهة اليهود، وطلع عليهم بمعجزاته التي اختلف الناس من أجلها في تصور حقيقته!
ومفهوم هذا النص على هذا الوجه لا يسلّم به إلا مع كثير من التجوز الذي يخرج المنطق ويلغي العقل فهناك مثلًا: عبارة (في البدء كان الكلمة) .
ونتساءل أي بدء تعني؟ ما حده الزمني؟ وإذا كان له حد زمني فهل يكون له متعلق بالله؟ وهل ذلك مما يليق بكمال الله الذي لا يحصره شيء. . زمانًا. . . ومكانا؟ فالله سبحانه أول بلا ابتداء.
ثم العبارة (والكلمة كان عند الله) .
فماذا تعني العندية هنا، وكيف يتفق أن تكون (الكلمة) بدءً بمعنى الأولوية المطلقة لم توصف بأنها كانت عند الله.
ثم أخيرًا العبارة (وكان الكلمة الله) .
كيف ترتفع العندية، ويكون الكلمة الله، لا عند الله هذا التناقض هو ما يعطيه هذا النص كما تنطق بذلك ألفاظه وعباراته.