ويرى أغلب العلماء أن توقيت كل من متى ومرقس (ولوقا) ، صحيح وأن يوحنا قد غير ذلك لأسباب عقائدية " (١) .
ذلك أن يوحنا يقرر أن العشاء الأخير الذي حضره يسوع مع تلاميذه كان قبل الفصح؛ فهو يقول: " أما يسوع قبل عيد الفصح. . فحين كان العشاء. . قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ منشفة واتزر بها، ثم صب ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ " (١٣: ١- ٥) .
وكذلك يقرر يوحنا أنهم قبضوا على يسوع في مساء اليوم السابق لأكل الفصح، وذلك في قوله: " ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية، وكان صبح، ولم يدخلوا هم إلى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فيأكلون الفصح " (١٨: ٢٨) .
إن اختلاف الأناجيل في العشاء الأخير وتوقيته ترتب عليه اختلافهم في نقطة جوهرية تعتبر واحدة من أهم عناصر قضية الصلب، ألا وهي تحديد يوم الصلب.
فإذا أخذنا برواية مرقس ومتى ولوقا لكان يسوع قد أكل الفصح مع تلاميذه مساء الخميس، ثم كان القبض بعد ذلك بقليل في مساء الخميس ذاته، ولذلك يكون الصلب قد حدث يوم الجمعة.
أما الأخذ برواية يوحنا فإنه يعني أن القبض كان مساء الأربعاء، وأن الصلب حدث يوم الخميس.
هل حدث الصلب يوم الخميس أم يوم الجمعة؟ !!
٤- العشاء الأخير والتلميذ الخائن:
يقول مرقس: " ولما كان المساء جاء مع الاثني عشر، وفيما هم متكئون