يعني أن الأحداث سارت حسبما جاء في تلك الحالة التي تنتهي بنجاة المسيح من القبض والقتل.
أما إن كانت الحالة الثانية وهي أن المسيح تنبأ لتلاميذه بالقبض عليه وقتله، فإن ما شاهده التلاميذ- حسب رواية الأناجيل أيضا- هو أن ذلك ما حدث، ولا محل للشك- إذن- في هذه الحالة.
ولا ريب في أن نفي الشك عن التلاميذ في تلك الليلة، يترتب عليه بالضرورة إلحاق تنبؤات خاطئة بالمسيح، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يصدر عنه، وهو أمر ننكره ونستنكره.
مما سبق نجد أن الأناجيل الأربعة اختلفت في قصة القبض وملابساتها:
فقد روى كل من مرقس ومتى أن يهوذا قبَّل المسيح، وروى لوقا أن يهوذا كان على وشك أن يقبِّله، بينما لا يعرف يوحنا شيئا عن القبُلة.
ويذكر كل من مرقس ومتى أن تحية وكلاما جرى بين يهوذا والمسيح، ويصمت لوقا عن تلك التحية، بينما لا يذكر يوحنا شيئا عن يهوذا سوى الصمت التام بعد أن قاد القوة للقبض عليه في البستان.
وإذا صرفنا النظر عما جاء في روايتِي الاثني عشر جيشا من الملائكة، والشاب الذي هرب عريانا- لبقيت ثلاث نقاط أساسية لا بد من استيعابها تماما للوقوف عندها وهي:
١- أن القبُلة كانت الوسيلة الوحيدة لتعريف أفراد القوة بشخصية المسيح (حسب مرقس ومتى ولوقا) ، بينما تم ذلك في يوحنا بعد أن أظهر المسيح ذاته إليهم بطريقة تنم عن التحدي والثبات الذي يتحلى به المجاهدون من أصحاب العقائد والرسالات.
٢- وأن حادثا غير عادي قد وقع في تلك اللحظة، مما أذهل أفراد