يمنع بيلاطس من تبرئة يسوع إذا كان قد اعتقد في براءته وإصدار عفو كذلك عن باراباس. ونجد في رواية القديس متى لهذه القصة أن اسم ذلك المتمرد قد ذكر مرتين (في ٢٧: ١٦، ١٧) في أغلب النسخ على أنه: يسوع باراباس، والاعتقاد الشائع أن ذلك كان القراءة الأصلية.
إن حذف كلمة يسوع من النسخ المتداولة بيننا يمكن شرحه ببساطة على أساس أنه بالرغم من أن اسم يسوع كان شائعا في أيام المسيح. . فلم يلبث المسيحيون أن اعتبروه اسما مقدسا يرقي عن الاستخدام العادي، وأن اطلاقه على أحد المجرمين يعتبر مهينا " (١) .
ولقد أضاف متى إلى رواية مرقس قصتين: إحداهما تحكي نهاية يهوذا، وهذا الموضوع سوف نتعرض له في حينه، وأما الأخرى فهي الحديث عن حلم زوجة بيلاطس. كذلك بين متى أن بيلاطس أعلن براءته من دم المصلوب بطريقة قاطعة فهو يقول: " فقال الوالي وأي شر عمل؟ فكانوا يزدادون صراخا ليصلب. فلما رأى بيلاطس أن لا ينفع شيئا بل بالحرى يحدث شغب أخذ ماء وغسل يديه قدام الجميع قائلًا إني بريء من دم هذا البار، أبصروا أنتم. فأجاب جميع الشعب وقالوا: دمه علينا وعلى أولادنا.
حينئذ أطلق لهم باراباس. وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب " (٢٧: ٢٣- ٢٦) .
لكن العلماء يشكون في حادث غسل يد بيلاطس - كما يقول جون فنتون - باعتبار أن " عملية غسل اليد لتكون دليلًا على البراءة إنما هي عادة يهودية أكثر منها رومانية، إذ يقول سفر التثنية: يغسل جميع شيوخ تلك المدينة القريبين من المدينة أيديهم، ويقولون أيدينا لم تسفك هذا الدم.