للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسدا. فهيج رؤساء الكهنة الجميع لكي يطلق لهم بالحري باراباس.

فأجاب بيلاطس أيضا وقال لهم: فماذا تريدون أن أفعل بالذي تدعونه ملك اليهود؟ فصرخوا أيضا: اصلبه. فقال لهم بيلاطس: وأي شر عمل؟ فازدادوا جدا صراخا: اصلبه.

فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجميع ما يرضيهم أطلق لهم باراباس وأسلم يسوع بعد ما جلده ليصلب " (١٥: ١-١٥) .

يقول نينهام " " رغم أن المحاكمة تعرض لنا باعتبارها وقعت في العراء- فإن رواية القديس مرقس لا يمكن اعتبارها بأية حال تقريرا لشاهد عيان، وفي الواقع إنها ليست تقريرا على الإطلاق.

إننا لم نخطر كيف علم بيلاطس بالتهمة (وفي العدد ٢ نجده قد عرفها من قبل) ولماذا لم يرد ذكر لحكم رسمي (على عكس لوقا الذي يقول: فحكم بيلاطس أن تكون طلبتهم-٢٣: ٢٤) .

وبالنسبة لما قيل عن عادة إطلاق أحد المسجونين- فإن وجهة نظر أغلب العلماء تقرر أنه: لا يعرف شيئا عن مثل هذه العادة كما وصفت هنا. إن القول بأن عادة الحكام الرومان جرت على إطلاق أحد المسجونين في عيد الفصح، وأن الجماهير هي التي كانت تحدد اسمه بصرف النظر عن جريمته، إنما هو قول لا يسنده أي دليل على الإطلاق، بل إنه يخالف ما نعلمه عن روح الحكم الروماني لفلسطين وأسلوبه في معاملة أهلها.

على أن محتويات الحوار بين بيلاطس والجمهور تعتبر من المشاكل أيضا، فيبدو منها أن بيلاطس قد وُوجِه مقدما بالاختيار بين مجرمين أدينا، بحيث إذا أطلق سراح أحدهما لوجب عليه إعدام الآخر، وفي نهاية الفقرة التالية (الأعداد ٢- ٥) نجد أن يسوع لم يدن. وحسبما تذكره القصة لا نجد مبررا

<<  <   >  >>