للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أتى البحتري بما هو أبلغ من هذا فقال:

لمحمد بن علي الشرف الذي ... لا يلحظ الجوزاء إلا من عل

ثم أفسد المعنى، بأن حط الممدوح عن هذه الرتبة إلى ماهو دونها فقال:

عال على نظر الحسود كأنما ... جذبته أفراد النجوم بأحبل

فبين أن ينظر إلى الجوزاء من عل، وبين أن تكلف النجوم أن تمده بالحبال،

فرق كبير.

والعذر له في هذا أن يقال: إن البيت الأول أراد به شرفه، والبيت الثاني أراد

به نفسه.

ثم جاء بعده ببيت في غاية الجودة، ولكنه أساء من حيث أجاد، لأنه عرض

نفسه لغضب كل سيد شريف ماجد، من خليفة إلى ما هو دونه، وهو قوله:

أو مارأيت المجد ألقى رحله ... في آل طلحة ثم لم يتحول

فلما سمع هذا البيت بعض من له فهم من الخلفاء والملوك وكبار الأمراء -وهو

في القصيدة المعشوقة، التي يصف فيها الفرس والسيف، وهي من أشهر شعره، والناس أكثر لها رواية، وقد ذكر دعبل منها في «كتاب الشعراء» الذي ألفه عدة أبيأت- كان بوده أن يقول له: اذهب فالتمس الجدوى من الموضع الذي ألقى المجد فيه رحله، ولم يتحول عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>