للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن الجيد النادر قوله في خالد بن يزيد أبياتًا جيدة:

هصور المعالي لا يزيد أذاله ... ولا مزيد ولا شريك ولا الصلب

ولا مرتا ذهل ولا الحصن غاله ... ولا كف شأويه على ولا صعب

مضوا وهم أوتاد نجد وأرضها ... يرون عظاما كلما عظم الخطب

وما كان بين الهضب فرق وبينهم ... سوى أنهم زالوا ولم يزل الهضب

لهم نسب كالفجر ما فيه مسلك ... خفي ولا واد عنود ولا شعب

هو الإضحيان الطلق رفت فروعه ... وطال الثرى من أصله وزكا الترب

فيا وشل الدنيا بشيبان لا تغض ... يا كوكب الدنيا بشيبان لا تخبو

فما دب إلا في بيوتهم الندى ... ولم ترب إلا في حجورهم الحرب

أولاك بنو الأحساب لولا فعالهم ... درجن فلم يوجد لمكرمة عقب

جعلت نظام المكرمات فلم تدر ... رحى سؤدد إلا وأنت لها قطب

إذا افتخرت يومًا ربيعة أقبلت ... مجنبتي مجد وأنت لها قلب

يجف الثرى منها وتربك لين ... وينبو بها ماء الغمام وما تنبو

لو لم يقل أبو تمام غير هذه القصيدة لكان بها شاعرًا محسنًا مقدمًا.

/ قوله: «واد عنود»، فالعنود ها هنا: المعوج، العادل عن الوضوح، وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>