أو ما رأيت المجد ألقى رحله ... في آل طلحة ثم لم يتحول
وأعظم إساءة منه أبو تمام، لأنه إنما ذكر الندى وهو طائي، فأي شيء ترك لحاتم، ودع ما سواه، وفي المدح متسع لمن يريد المبالغة والإغراق، ولا يخص واحدًا بفضيلة دون الناس جميعاً.
وقال في عمر بن طوق:
لكن بنو طوق وطوق قبلهم ... شادوا المعالي بالبناء الأغلب
فستخرب الدنيا وأبنية العلى ... وقبابهم جدد بها لم تخرب
رفعت بأيام الطعان وغشيت ... رقراق لون للسماحة مذهب
يا طالباً مسعاتهم لينالها ... هيهات منك غبار ذاك الموكب
أنت المعنى بالغواني تبتغي ... أقصى مودتها برأس أشيب
وطيء الخطوب وكف من غلوائها ... عمر بن طوق نجم أهل المغرب
ملتف أعراق الوشيج إذا انتمى ... يوم الفخار ثري ترب المنصب
في معدن الشرف الذي من حليه ... سبكت مكارم تغلب ابنة تغلب
قال:«تغلب» لأنها اسم القبيلة، وهي ابنة تغلب، الذي نسبت إليه.