للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان ينبغي أن يقول:

«لو كان في عاجل قول بدل من آجل فعل»

وإلى هذا ذهب، غير أن الصواب لا يقبل إذا كان مطوياً في القلب، ومخبوءاً تحت الإضمار، حتى يخرج إلى الوجود.

ألا ترى إلى البحتري لما جاء بهذا المعنى كيف أورده على غاية الصحة والسلامة فقال:

لو قيل كفى امرأ من كثير ... لاكتفينا بقوله من فعاله

وحسبك بقوله:

«لم تتبختر بينها العلل»

قبحاً.

وقال أبو تمام:

تحن عداته إثر التقاضي ... وتنتنج مثلما نتج العشار

وهذا بيت رديء المعنى، لأنه جعل الممدوح ممن يقتضى، وأن عداته تحن، والحنين لا يكون إلا بعد حبس ومنع، وقال:

«وتنتج مثلما نتج العشار»

والعشار من الإبل: الحوامل، التي قد أتى لحملها عشرة أشهر، والواحدة عشراء، فلا يزال ذلك اسمها إلى أن تضع، وبعد ما تضع، فأراد أن عداته تنتج لا محالة، كما أن العشار تنتج لا محالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>