للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما خص العشار دون غيرها من الحوامل لعظم قدر الإبل عندهم، وأنها معولهم في الخصب والجدب، وعلى كل حال فقوله:

«وتنتج مثلما نتج العشار»

ليس بجيد ولا حسن، لأنه لم يدلل به على سرعة، بل هو إلى الدلالة على إبطائه أقرب.

والجيد له في هذا الباب قوله في أبي دلف:

يقول هو الذي ليس الوفاء له ... عزماً وينجز إنجاز الذي حلفا

وهذا في غاية الحسن.

وقال البحتري:

يجن إلى المعروف حتى ينيله ... كما حن إلف مستهام إلى إلف

ويقلق حتى ينجز الوعد مثل ما ... يجافي الذي يمشي على رمض الرضف

وهذا جيد حسن لطيف.

وقال:

مواهب أعداد الأماني وخلفها ... عدات يكاد العود منهن يورق

فذكر أنه إذا أعطى وعد، والوعد بعد العطية أحسن من الوعد قبل العطية، لأن تلك عطية واحدة وهذه عطيتان، وفرحتان، وذلك دليل على جود الجواد وربه لعطاياه، ومتابعته إياها.

<<  <  ج: ص:  >  >>