سنه وقد فر فلان عن ذكاء، وفر عن عقل أي كشف، فوجه الكلام: دلوحان يفتران عن المكارم، أي ينكشفان وينفتحان عن الغيث، وهو عندي من المقلوب الحسن السائغ الجائز مثله للمتأخرين، لأن اليدين إذا انفتحتا وانكشفتا عن المكارم فإن المكارم أيضاً قد انكشفت، وكذلك البرق والرعد إذا انفتحا وانكشفا عن الغيث، فإن الغيث قد انكشف واتضح.
وقال البحتري في هذا المعنى:
لعمرك ما الدنيا بناقصة الجدا ... إذا بقي الفتح بن خاقان والقطر
وقال:
وجرى جوده رسيلاً لجود الـ ... ـغيث من غاية فجاءا سواء