للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنه وقد فر فلان عن ذكاء، وفر عن عقل أي كشف، فوجه الكلام: دلوحان يفتران عن المكارم، أي ينكشفان وينفتحان عن الغيث، وهو عندي من المقلوب الحسن السائغ الجائز مثله للمتأخرين، لأن اليدين إذا انفتحتا وانكشفتا عن المكارم فإن المكارم أيضاً قد انكشفت، وكذلك البرق والرعد إذا انفتحا وانكشفا عن الغيث، فإن الغيث قد انكشف واتضح.

وقال البحتري في هذا المعنى:

لعمرك ما الدنيا بناقصة الجدا ... إذا بقي الفتح بن خاقان والقطر

وقال:

وجرى جوده رسيلاً لجود الـ ... ـغيث من غاية فجاءا سواء

وقال:

فهو غيث والغيث محتفل الود ... ق وبحر والبحر طامي العباب

فهذا شرط في غاية الجودة والقوة ولكن قول أبي تمام:

يفيض سماحة والمزن مكد ... ويقطع والحسام العضب نابي

ألطف معنى.

وقد فضل البحتري جود الجواد على السحاب والغيث وتصرف في ذلك وافتن افتناناً

<<  <  ج: ص:  >  >>