للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما أن تجعل عطاياه دانية مع علو قدره ورفيع منصبه، فكذا يجب أن تكون، وليس هذا ببديع، ولا بمعنى مفيد، لأنه ليس بطباق، ثم أنا ما علمنا أن للمعروف كبداً، وأنه كان مرتداً فأسلم، إلا من هذه الأبيات، فأما قوله:

«..... ............. وإن قست ... * كبد الزمان علي كنت رؤوفا»

فإن استعارة الكبد ها هنا ليست بقبيحة كقبح استعارة الكبد للمعروف، لأن المعروف لا يوصف بالقسوة ولا بالشدة كما وصف الزمان، فلما وصف الزمان بالشدة والصعوبة، لم ينكر أن يجعل له على الاستعارة كبداً قاسية، فعلى هذه السبيل وما أشبهها تحسن الاستعارة وتقبح، وقوله: «منذ أودى خالد وهو مرتد» يريد خالد بن يزيد بن مزيد.

وقال في خالد بن يزيد أيضاً:

ظل عفاة يحب زائره ... حب الكبير الصغير من ولده

<<  <  ج: ص:  >  >>