للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما سمع قول عنترة:

لما رآني قد نزلت أريده ... أبدى نواجذه لغير تبسم

فوصفه بشدة الجزع لما أقبل نحوه، وذلك من أوصاف الجبناء لا الأبطال، وكذلك قوله:

قد قلصت شفتاه من حفيظته

من قول عنترة:

إذ تقلص الشفتان عن وضح الفم

وهذا إنما يكون من الهول والشدة، فجعله أبو تمام من الحفيظة، وهي الغضب، وقد تعرض هذه الحال للغضبان، غير أنها تذكر عند الشدة والجهد والروع، فهذا موضعها المعروف الذي تستعمل فيه من الشعر.

وقد قال ابن هرمة:

كريم له وجهان وجه لذي الرضا ... أسيل ووجه للكريهة باسل

والوجه الأحسن قول أبي تمام:

كالليث ليث الغاب إلا أن ذا ... في الروع بسام وذاك شتيم

وقال البحتري:

ضحوك إلى الأبطال وهو يروعهم ... وللسيف حد حين يسطو ورونق

<<  <  ج: ص:  >  >>