حياة وموت واحد منتهاهما ... كذلك غمر الماء يروي ويغرق
وهذا لا شيء أحسن منه ولا ألطف.
وقال الفرزدق:
إذا التقت الأبطال أبصرت لونه ... مضيئاً وأعناق الكماة خضوع
وكان ينبغي أن يقول:«وألوان الكماة كاسفة».
وأخذ المعنى منه مروان بن أبي حفصة وصحح قسمته فقال:
تمضي أسنته ويسفر وجهه ... في الروع عند تغير الألوان
وقال البحتري:
تبسم وقطوب في ندى ووغى ... كالبرق والرعد وسط العارض البرد
وهذا بيت رديء المعنى على ما أذكره، لأنه شبه تبسمه عند العطاء بالبرق، وهذا معنى صحيح مستقيم؛ لأن التبسم يلوح معه الثغر كما يلوح البرق، وإذا كان في وقت العطاء فإن العطاء يتبعه، كما أن الغيث يتبع البرق في أكثر أحواله.
وشبه القطوب بالرعد، وإنما كان ينبغي أن يشبهه بالمرئيات لا بالمسموعات، والرعد إنما يوضع في موضع التهدد والوعيد.
والقطوب أيضاً في الوغى لا يدل على شجاعة الشجاع، لأن الجبان أيضاً في الحرب مقطب مكلح، فليس القطوبة في هذه الحالة مدحاً، كالتبسم في حال