للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحيث القلوب الساكنات خوافق ... وماء الوجوه الأريحيات غائض

فأنت الذي تستنطق الحرب باسمه ... إذا جاض عن حد الأسنة جائض

إذا قبض النقع العيون سمالها ... همام على جمر الحفيظة قابض

قوله: «وأنت الذي تستنطق الحرب باسمه»، ليست قسمته مع عجز البيت قسمة مؤتلفة على ظاهر اللفظ، وإنما يأتلف المعنى على التأول، وكان اللفظ يحسن في القسمة لو قال: «وأنت الذي تستنطق الحرب باسمه، إذا كان اسم غيرك يخرسها ولا ينطقها» وإنما يريد: يوريها ويشعلها، أو أن يقول:

وأنت الذي يغشى الأسنة مقدماً ... إذا جاض عن حد المنية جائض

والقسمة الصحيحة في هذا قول البحتري:

إذا خرس الأبطال في حمس الوغى ... علت فوق أصوات الحديد زماجره

وسائر أبيات أبي تمام في غاية الجودة والصحة.

وقال البحتري:

غمام حياً ما تستريح بروقه ... وعارض موت ما تفيل رواعده

<<  <  ج: ص:  >  >>