للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تظل العطايا والمنايا قرائناً ... لعاف يرجيه وغاو يعانده

إذا فترقت أسيافه وسط جحفل ... تفرق عنه هامه وسواعده

وهذا غاية في الحسن والصحة، ولو كان أبو تمام القائل لهذا لقال: «إذا اجتمعت أسيافه وسط جحفل» ليكون الاجتماع والتفرق طباقاً، والبحتري لا يقصد هذا في كل الأحوال، إنما قصده أن يجيد اللفظ والسبك.

وقال:

مزقت أنفسهم بقلب واحد ... جمعت قواصيه وقلب أوحد

في فتية طلبوا غبارك إنه ... رهج ترفع عن طريق السؤدد

كالرمح فيه بضع عشرة فقرة ... منقادة تحت السنان الأصيد

وهذا في غاية الحسن والجودة، وتشبيه في غاية القرب والحلاوة.

وقال:

نعم المفرق من أعناق مأسدة ... قد التقت بصفيح الهند تجتلد

وهذا بيت حلو المعنى جداً.

وقال أبو تمام في أبي سعيد:

وفي أبرشتويم وهضبتها ... طلعت على الخلافة بالسعود

<<  <  ج: ص:  >  >>