رأو ليث الغريفة وهو ملق ... ذراعيه جميعاً في الوصيد
عليماً أن سيرفل في المعالي ... إذا ما بات يرفل في الحديد
قوله:«يرفل في المعالي» استعارة قبيحة، لأنه يحط المعالي حتى يجرها على الأرض، فتصير حينئذ غير معال، ولو استوى له أن يقول: يرفل في السؤدد، أو في المجد، كان أقل قبحاً، ومثل هذا قوله:
سعى فاستنزل الشرف اقتساراً ... ولولا السعي لم تكن المساعي
وليس ينبغي للشاعر -إذا لم يساعده الوزن- أن يعذر نفسه، ويركب المحال.
وقال أبو تمام في مدح ابن أبي دؤاد:
يفرج منهم الغمرات بيض ... جلاد تحت قسطلة الجلاد
لهم جهل السباع إذا المنايا ... تمشت في القنا وحلوم عاد
قوله:«بيض جلاد» يعني: رجالاً لا سيوفاً، لأن السيوف لا توصف بالجلاد، وهذا في غاية الجودة والرصانة، يقال: جلد وجلاد مثل كلب وكلاب.