للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بضرب ترقص الأحشاء منه ... وتبطل مهجة البطل النجيد

وبيت البيات بعقد جأش ... أشد قوى من الحجر الصلود

رأو ليث الغريفة وهو ملق ... ذراعيه جميعاً في الوصيد

عليماً أن سيرفل في المعالي ... إذا ما بات يرفل في الحديد

قوله: «يرفل في المعالي» استعارة قبيحة، لأنه يحط المعالي حتى يجرها على الأرض، فتصير حينئذ غير معال، ولو استوى له أن يقول: يرفل في السؤدد، أو في المجد، كان أقل قبحاً، ومثل هذا قوله:

سعى فاستنزل الشرف اقتساراً ... ولولا السعي لم تكن المساعي

وليس ينبغي للشاعر -إذا لم يساعده الوزن- أن يعذر نفسه، ويركب المحال.

وقال أبو تمام في مدح ابن أبي دؤاد:

يفرج منهم الغمرات بيض ... جلاد تحت قسطلة الجلاد

لهم جهل السباع إذا المنايا ... تمشت في القنا وحلوم عاد

قوله: «بيض جلاد» يعني: رجالاً لا سيوفاً، لأن السيوف لا توصف بالجلاد، وهذا في غاية الجودة والرصانة، يقال: جلد وجلاد مثل كلب وكلاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>