زرن بالدارعين أهل البقلا ... ر وأجلوا عن صاغري صاغرينا
قد طواهن طيهن الفيافي ... واكتسبن الوجيف حتى عرينا
كوعول الهضاب رحن وما يمـ ... ـلكن إلا صم الرماح قرونا
جلنا في يابس التراب فما رمـ ... ـن طعاناً حتى وطئن الطينا
«البقلار» و «صاغري» من بلاد الروم، و «الوجيف»: ضرب من السير، وجعله كسوة للخيل على مذهب أبي تمام الرديء في الاستعارة، وإنما قال:«اكتسين» من أجل قوله: «عرين» يريد: عرين من اللحم من طول السير.
وقوله:
كوعول الهضاب رحن وما يمـ ... ـلكن إلا صم الرماح قرونا
من أحسن تشبيه وألطفه، شبه الخيل بوعول الهضاب، لأنه قطع بها جبال الروم، وجعل قرونها الرماح، وإنما سمع الحجاج بن علاط السلمي:
ترى غابة الخطي فوق متونهم ... كما أشرقت فوق الصوار قرونها