للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي حنت أليه، وأبو تمام قال: لما صددنا وفارقنا الألفة حنت بيننا الرحم، فهذا كقول قيس بن الخطيم في حربهم:

لما بدت نحونا جباههم ... حنت إلينا الأرحام والصحف

أي لما صافونا للحرب حنت إلينا الرحم والصحف، يريد العهود، والله أعلم.

٤٤ - وقال في قوله:

فلو كانت الأزراق تجري على الحجى ... هلكن إذاً من جهلهن البهائم

من قول أب يالعتاهية:

إنما الناس كالبهائم في الرز ... ق، سواءٌ جهولهم والحليم

وبين المعنيين خلاف؛ فإن أبا العتاهية أراد أن رزق كل نفس يأتيها - جاهلةً كانت أو عالمةً - كما يأتي البهائم، وهذا قائم في الفطرة والعقول؛ فتتفق الحخواطر في مثله. وأبو تمام قال: إن الرزق لو جرى على قدر العقل لهلكت البهائم، وهذه زيادة في المعنى حسنة، وإن كان إلى مذهب أبي العتاهية يؤول.

<<  <  ج: ص:  >  >>