للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبصر غاويها المحجة فاهتدى ... وأقصر غاليها ودانى شسوعها

وأمضى قضاء بينها فتحاجزت ... ومخفوضها راض به ورفيعها

فقد ركزت سمر الرماح وأغمدت ... رقاق الظبا مجفوها وصنيعها

أتتك وقد ثابت إليها حلومها ... وباعدها عما كرهت نزوعها

فقرت قلوب كان جماً وجيبها ... ونامت عيون كان نزراً هجوعها

تعيد وتبدي من ثناء كأنه ... سبائب روض الحزن جاد ربيعها

تصد حياء أن تراك بأوجه ... أتى الذنب عاصيها مطيعها

ولا عذر إلا أن حلم حليمها ... يسفه في شر جناه خليعها

بقيت فكم أبقيت بالعفو محسناً ... على تغلب حتى استمر ظليعها

ومشفقة تخشى حماماً على ابنها ... لأول هيجاء تلاقى جموعها

ربطت بصلح القوم نافر جأشها ... فقر حشاها واطمأنت ضلوعها

وقال البحتري في هذه الحرب بعينها، ويذكر ما كان من الفتح في صلح بينهم، وهي من المنصفات، وقد بينت عن فضل البحتري وعربيته وطريقته التي ليس لشاعر من المتأخرين، وهي تبر على كل ما قالوه في وصف حرب، وهي القصيدة التي أولها:

ضمان على عينيك أني لا أسلو

<<  <  ج: ص:  >  >>