أسيت لأخوالي ربيعة إذ عفت ... مصايفها فيها وأقوت ربوعها
بكرهي أن باتت خلاء ديارها ... ووحشاً مغانيها وشتى جميعها
وأمست تساقي الموت من بعدما غدت ... شروباً تساقي الراح رفهاً شروعها
«الرفه»: أن ترد الإبل الماء كل يوم.
إذا افترقوا عن وقعة جمعتهم ... لأخرى دماء ما يطل نجيعها
تذم الفتاة الرود شيمة بعلها ... إذا بات دون الثأر وهو ضجيعها
حمية شغب جاهلي وعزة ... كليبية أعيا الرجال خضوعها
وفرسان هيجاء تجيش صدورها ... بأحقادها حتى تضيق دروعها
تقتل من وتر أعز نفوسها ... عليها بأيد ما تكاد تطيعها
إذا احتربت يوماً ففاضت دماؤها ... تذكرت القربى ففاضت دموعها
شواجر أرماح تقطع بينها ... شواجر أرحام ملوم قطوعها
ولولا أمير المؤمنين وطوله ... لعادت جنوب والدماء دروعها
ولاصطلمت جرثومة تغلبية ... به استبقت أغصانها وفروعها
رفعت بضبعي تغلب ابنة وائل ... وقد يئست أن يستقل صريعها
وكنت أمين الله مولى حياتها ... ومولاك فتح يومذاك شفيعها
فألفهم من بعد ما شردتهم ... حفائض أخلاق بطيء رجوعها