كذا، فهو من القصر مأخوذ، كأنه أراد: أي شيء ترى يكون وقد كثرت في مسألتك الكميث انتهاء أمري وأمره حتى يقصر القول، ويقل ويسقط التكثير وترديد المسألة.
وقوله:«من حلاوة مرعى» يريد ما ترعاه العين، إذا كررت النظر إليه ورددته فيه، جعل ذلك مرعى للعين.
و «السري»: النهر ليس بالكبير العريض.
«أو تقدي الشجاع» يريد الحية، وتقديه: انصلاته في الجري وسرعته، «ينضو»: ينزع، «مزقاً»: قطعاً متمزقة من جلده، وذلك أن الحية إذا أراد أن يسلخ، وهو أن يرمي بجلدته كما ينسل الطائر إذا رمى بريشه سعى سعياً شديداً حتى يسلخها.
وقوله:«وهو يعطيك من تضرم شد» أي: يعطيك من تضرم عدوه، كما أعطى عينك لهباً من «تضرم جمر» يريد حمرة لونه التي كانت نهاية العين في الاحمرار، وهذا تمثيل حسن جداً.
وقوله:«صبغة الأفق بين آخر ليل» قد تقدم القول فيه.
وهذا منقول من يعلم أمر الخيل ويدري كيف يصفها وهذا باب البحتري فيه أشعر من أبي تمام وغيره من شعراء أهل زمانه، وإن كان العكوك قد أتى في قصيدته التي على الباء بكل معنى جيد، ولكن ليس فيها حلاوة ألفاظ البحتري ومعانيه.