لأظلمت الدنيا ولانقض حسنها ... ولانحت من أفنانها الورق الخضر
ولما رأيت الخطب ضنكاً سبيله ... وقد عظم المكروه واستفظع الأمر
صرمت فلم تقعد بعزمك حيرة الـ ... ـمروع ولم يسدد مذاهبك الذعر
وما كان ذاك الهول إلا غيابة ... بدا طالعاً من تحت ظلمتها البدر
فإن ننس نعمى الله فيك فحظنا ... أضعنا وإن نشكر فقد وجب الشكر
وقال أبو تمام في علة نالت أحمد بن أبي دؤاد:
لا نالك العثر من دهر ولا الزلل ... ولا يكن للعلا في فقدك الثكل
لا تعلل إنما بالمكرمات إذا ... أنت اعتللت ترى الأوجاع والعلل
تضاءل الجود مذ مدت إليك يد ... من بعض أيدي الردى واستأسد البخل
لم يبق في صدر راجي حاجة أمل ... إلا وقد ذاب سقماً ذلك الأمل
بينا كذلك والدنيا على خطر ... والعرف فيك إلى الرحمن يبتهل
وأعين الناس تعطي فوق ما سئلت ... عليك والصبر يعطي دون ما يسل
حبا بك الله من لولاك لانبعثت ... فيه الليالي ومنها الوخد والرمل
سقم أتيح له برء فذعذعه ... والرمح يناد حيناً ثم يعتدل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute