عجز هذا البيت رديء لقوله:«وسؤدد لدن» فإنها لفظة قبيحة في هذا الموضع، وإنما أراد الطباق، واللدن أيضاً يكون صليباً، لأن الرمح يوصف باللدونة، واللدونة فيه تثنية، وتلك صلابته وتثنيته، وإن لم يكن متثنياً أسرع الكسر إليه، وقد قال أبو تمام:
................. وإنما ... يشتد بأس الرمح حين يلين
والصلابة في الرأي والسؤدد بمنزلة واحدة، اللهم إلا أن يكون ذهب إلى أن رأيه صليب لا ينثني عن جهته وسداده، وأن سؤدده ينعطف وينثني وأراد به نفسه، وهذا كله رديء، ولفظ موضوع في غير موضعه، وما سمعنا في نثر ولا نظم بسؤدد لدن، وإنما يقال: سؤدد أول وقديم ومكين وعال ونبيه ورفيع، ويقال: رأي وثيق، ورأي محصد، ورأي سديد ومصيب.