للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال:

ملامك أنه عهد قريب ... ورزء ما عفت منه الندوب

وقال:

أعجب من الغيث كيف ارفض فانقشعا ... وصالح العيش كيف اعتيق فارتجعا

وقال:

لأية حال أعلن الوجد كاتمه ... وأقصر عن داعي الصبابة لائمه

وقال:

غروب دمع من الأجفان تنهمل ... وحرقة بغليل الحزن تشتعل

فذلك ثلاثة عشر ابتداء كلها جيد حسن إلا قوله:

«وإن أطلب الأشجان لا تتعذر»

فإن الأشجان جمع شجن، والشجن: الحاجة المهمة، وهذا ضد ما ذهب

إليه، وكأنه -والله أعلم- أراد: «وإن أطلب الأشجاء» جمع شجا، من: شجيت بالشيء أشجى شجاً، فتكون: متى أبلغ الصبابة -وهي رقة الشوق- أقدر عليها، لأنها موجودة معي، وإن أطلب ما أشجى به ويحزنني لا يتعذر أيضاً، فيكون المعنى: أنه صب أبداً، وحزين أبداً، ولم يقصد إلى قسمين مختلفين، وما أظنه قال إلا «الأشجاء» -والله أعلم- فألحقت النون، وإلا فمثل البحتري لا يذهب عليه فرق ما بين الشجى والشجن.

<<  <  ج: ص:  >  >>