أو أن يكون أراد:«وإن أطلب الأشجان تتعذر»، وجاء بقوله «لا» زائدة، فإنها تزاد كثيراً، والمعنى طرحها، قال أبو النجم:
فما ألوم البيض ألا تسخرا
أراد: أن تسخر.
وقال العجاج:
في بئر لا حور سرى وما شعر
أراد: في بئر هلاك، وأصل الحور: النقصان، وقد قال الله تعالى:«لئلا يعلم أهل الكتاب» أي: ليعلم، و «قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك» أي: أن تسجد.
فهذه ابتداءتهما في سائر مراثيهما، فأما الموازنة بين الجملتين فإن ابتداءات البحتري أجود من ابتداءات أبي تمام، لما في ابتداءات أبي تمام من التخليط الذي قد ذكرته، وسلامة ابتداءات البحتري من مثل ذلك.
فأما الموازنة بين معاني الأبيات، فليس بين معانيهما اتفاق إلا في صدر