للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهادٍ كجذع الساج سامٍ يقوده ... معرق أحناء الصبيين أشدق

قيل: ذو الرمة إنما قال ذلك على التشبيه؛ لأن العود من الساج يشبه الجذع المنحوت في غلظه وهيئته، وعود الأراك من أبعد شيء من ذلك؛ لأنه لا يمتد ولا يستوى استواء الجذع ولا غيره من أجناس الشجر التي تمتد أبدانها علواً امتداداً مستوياً، وذلك لرقته وشدة التووائه وتشعبه.

٢ - وأنكر أبو العباس قول أبي تمام:

رقيق حواشي الحلم لو أن حلمه ... بكفيك ما ماريت في أنه برد

وقال: هذا هو الذي أضحك الناس منذ سمعوه وإلى هذا الوقت، ولم يزد على هذا شيئاً، والخطأ في هذا البيت ظاهر؛ لأنى ما علمت أحداً من شعراء الجاهلية والإسلام وصف الحلم بالقرة، وإنما يوصف الحلم بالعظم والرجحان والثقل والرزانة، ونحو ذلك، كما قال النابغة:

وأعظم أحلاماً وأكبر سيداً ... وأفضل مشفوعاً إليه وشافعا

وكما قال الأخطل:

شمس العداوة حتى يستقاد لهم ... وأعظم الناس أحلاماً إذا قدروا

<<  <  ج: ص:  >  >>