وتقطع قلبه رحمة للمكارم ركاكة ما سبق إليها، وحماقة لا ينافس عليها، ولكن الجيد النادر قوله:
ألا إن في ظفر المنية مهجة ... تظل لها عين العلى وهي تدمع
هي النفس إن تبك المكارم فقدها ... فمن بين أحشاء المكارم تنزع
قوله: «فمن بين أحشاء المكارم تنزع» استعارة تفوق كل حسن وحلاوة.
وقال:
فمالنا اليوم وما للعلى ... من بعده غير الأسى والنحيب
ونحيب العلى غلو في الاستعارة، والجيد المستقيم في هذا قول البحتري:
فتى أقفرت منه المعالي ولم تكن ... لتقفر ممن بان إلا المنازل
وثاو بكته المكرمات وإنما ... تبكي على الثاوي النساء الثواكل
وقد غلا في الاستعارات غلواً قبيحاً، والرديء لا يؤتم به، ولا يحتذى عليه.
وقد يأتي غلو غير مستهجن لحسن تأليفه وحلاوة العبارة، وذلك نحو قول ابن مطير في معن بن زائدة:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute