للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما مضى معن مضى الجود وانقضى ... وأصبح عرنين المكارم أجدعا

بكى الجود لما مات معن فلم يدع ... لعينيه لما أن بكى الجود مدمعا

وقال حبيب بن شوذب المدني:

أنت أنف الجود إن فارقته ... عطس الجود بأنف مصطلم

وقال الفرزذق -وليس من باب الغلو-:

فإلا تكن هند بكته فقد بكت ... عليه الثريا في كواكبها الزهر

وقال ميسرة أبو الدرداء في معاوية:

فهاتيك الكواكب وهي خرس ... ينحن على معاوية الشآمي

ونادى الفرقدان بنات نعش ... يبشرن الثريا بالإمام

نعته الريح للآفاق حتى ... بكته الأرض رافعة الخدام

وهذا كله جيد إلا قوله: «رافعة الخدام» فإنه من الغلو، وكل ما ذكرته العرب من بكاء الأشياء على الميت، فإنما ذلك يقوم مقام النفوس عند عظم المصاب وجليل الرزء، أن الأشياء قد حالت عن صورها وتغيرت عن حالاتها، ولذلك قال أوس بن حجر:

<<  <  ج: ص:  >  >>