للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو من قول الآخر:

إنما لقحتنا موسومة ... ضمنت حمراء ترمي بالزبد

وإذا ما بزلت في كأسها ... فهي والكأس معًا شيء أحد

وإنما اعتمد البحتري وهذان الشاعران أن يصفوا يصفوا رقة الخمر ورقة الإناء جميعاً، وإلى هذا ذهب أبو تمام في قوله «نار ونور قيدا بوعاء» فسلك طريقًا آخر، وما ذهب إليه هؤلاء أجود وأحسن، وهو شيء تراه مشاهدة.

وقد أنشد ثعلب قول البحتري هذا في أماليه، وقال: إنه أخذ المعنى من قول الأعشى:

تريك القذى من دونها وهي دونه ... إذا ذاقها من ذاقها يتمطق

وقال: إن هذا البيت أجود ما قيل في وصف الخمر.

وقوله: «تنفست في أوجه الأرواح والأنداء».

وإذا تنفست في أوجه الأرواح والأنداء وعقبت بها، حملتها وأشاعت روائحها.

<<  <  ج: ص:  >  >>