للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال البحتري وأهدى إليه محمد بن علي القمي غلاماً، وكان البحتري يواصله فانقطع عنه، فكتب إليه محمد بن علي:

هجرت كأن الوصل أعقب وحشة ... وما خلت وصلاً قبله يعقب الهجرا

فقال البحتري مجيباً له:

فتى مذحج عفواً فتى مذحج غفرا ... لمعتذر جاءت إساءته تترا

ومن يهب النيل الذي سمحت به ... يداك بلا من فلن يمنع العذرا

فإن قلت بي كبر فمثل الذي أرى ... على الناس من نعماك يملؤني كبرا

مواهب لي منها الغنى فمتى التقى ... بساحتها حمد فلي حمدها طرا

تضاف إلى مجدي وتجري إلى يدي ... فأملكها مالاً وأملكها فخرا

أتاني قريض منك يحدوه نائل ... فأنطقني جوداً وأفحمني شعرا

وأكسبني شغلاً عن الوصل شاغلاً ... تعاتبني فيه وتعتده هجرا

فإن كنت مشغوفاً بقربي آنساً ... بشخصي فلم خولتني ذلك البدرا

لئن كان إسعافي به منك قبلها ... وفاء لقد كان انفرادي به غدرا

وما هو إلا درة لم أجد لها ... سوى جودك الأمسي من دونها بحرا

حملت عليه في سبيل فتوة ... هي الثغر دون المجد أو تفضل الثغرا

فأنت تصيب الحمد حيث تلألأت ... كواكبه إن أنت لم تصب الأجرا

<<  <  ج: ص:  >  >>