وقد أدرك الأقوام عندك سؤلهم ... وعمهم من سيب أحسانك الكثر
فكيف ترى المحمول كرهاً على الصدى ... وقد صك رجليه بأمواجه البحر
تأت لموتور بدا لك ضغنه ... فإن الحجاب عند ذي خر وتر
وقد زعموا أن ليس يغتصب الفتى ... على عزمه إلا الهدية والسحر
فإن كنت يوماً لا محالة مهدياً ... ففي المهرجان الوقت إن فاتك الفطر
وإن تهد ميخائيل ترسل بتحفة ... تقضى لها العتبى ويغتفر الوزر
غرير تراءاه العيون كأنما ... أضاء لها في عقب داجية فجر
ولو يبتدي في بضع عشرة ليلة ... من الشهر ما شك امرؤ أنه البدر
إذا انصرفت يوماً بعطفيه لفتة ... أو اعترضت من لحظه نظرة شزر
رأيت هوى قلب بطيئاً نزوعه ... وحاجة نفس ليس عن مثلها صبر
ومثلك أعطى مثله لم يضق به ... ذراعاً ولم يحرج به أو له صدر
على أنه قد مر عمر لطيبه ... ومن أعظم الآفات في مثله العمر
غداً تفسد الأيام منه ولم يكن ... بأول صافي الحسن غيره الدهر
ويمنى بحضني لحية مدلهمة ... لخديه منها الويل إن ساقها قدر
تجاف له عنه فإنك واجد ... به ثمناً يغليه في مدحك الشعر
ولا تطلب العلات فيه وترتقي ... إلى حيل فيها لمعتذر عذر
فقد يتغابى المرء في عظم ماله ... ومن تحت ثوبيه المغيرة أو عمرو