للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاغ منه الربيع شكلاً لأخلا ... ق حسين ذي الجود والإحسان

فكأن الأشجار تعلو رباها ... بنثير الياقوت والمرجان

وكأن الصبا تردد فيها ... بنسيم الكافور والزعفران

هذه أبيات كما تراها في لينها وخنوثتها وشدة تكلفها، ولكن تلك على كل حال أشف.

وقال البحتري:

أحرام أن ينجز الموعود

ذهبت جدة الشتاء ووافا ... نا شبيهاً بك الربيع الجديد

أفق مشرق وجو أضاءت ... في سنا نوره الليالي السود

وكأن الحوذان والأقحوان الـ ... ـغض نظمان لؤلؤ وفريد

قطرات من السحاب وروض ... نثرت وردها عليه الخدود

وليال كسين من رقة الصيـ ... ـف فخيلن أنهن برود

الرياح التي تهب نسيم ... والنجوم التي تطل سعود

ودنا العيد وهو للناس حتى ... يتقضى وأنت للعيد عيد

وهذا من حلو ألفاظه ونسجه، غير أنه أساء في قوله: «فخيلن أنهن برود»، لأن البرود لا توصف بالرقة، وإنما توصف بالمتانة والصفاقة، وإذا وصف الشيء ذو الألوان قيل: كأنه برد، لأن البرد قل ما يكون غزله من نسج لون

<<  <  ج: ص:  >  >>