للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا المعنى أولى بالصواب من قول الطائي؛ لأنه أراد أن عرفه ينال العدى فضلا عن الصديق؛ لأن قوله " بله الصديق " أي: فدع الصديق لأنه لا يصل إلى العدى إلا بعد أن يصل إلى الصديق؛ قال كثير أيضاً:

لأهل الود والقربى عليه ... صنائع بثها برٌ وصول

وللفقراء عائدةٌ ورحم ... فلا يقصى الفقير ولا يعيل

ألا تراه بدأ بأهل وده وقرابته فجعل صنائعه فيهم، ثم ثنى بالفقراء فجعل لهم عائدة ورحما: أي رحمة؟ وقال كثير أيضاً:

ولم يبلغ الساعون في المجد سعيه ... ولم يفضلوا إفضاله في الأقارب

جزتك الجوازي عن صديقك نضرةً ... وقربت من مأوى طريدٍ وراغب

وصاحب قوم معصم بك حقه ... وجار ابن ذى قربى وآخر جانب

رأيتك والمعروف منك سجيةٌ ... تعم بخيرٍ كل جادٍ وغائب

جادٍ يقال: فلانٌ يجدو ويجتدى، أي: تعم بالمعروف من هو بحضرتك ومن هو غائب عنك؛ فجعل كثير كما ترى معروفه عموما في الأقارب وف يالأباعد إلى الحاضر والغائب. وقال ابن هرمة:

كم نائلٍ وصلاتٍ قد نفحت بها ... ونعمةٍ منك لا تحصى أياديها

<<  <  ج: ص:  >  >>