للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكما قال العجاج:

إذا تغشوا بعد أرصٍ أرضا ... حسبتهم زادوا عليها عرضا

أي: سعة وكثرة، وكما قال تميم بن أبي بن مقبل أيضاً:

حتى إذا الريح خبت بالسفا خبباً ... عرض البلاد أشت الأمر واختلفا

أي: سعة البلاد؛ فهذا إذا جري على هذا اللفظ المستعمل حسن ولم يقبح، وإذا عدلت به عن هذه الطريقة وهذه الألفاظ المألوفة إلى ما يشبه الحقائق أو يقاربها كنت مخطئاً؛ لأنك إذا قلت: " مضى لنا في الخفض والدعة دهرٌ طويل كأن طوله كعرضه " لم يجز ذلك؛ لأن هذا على هذا الترتيب كأنه وصفٌ لأشياء مجسمة، كما قال الطائي:

بيمٍ كطول الدهر في عرض مثله

فكان بهذا اللفظ كأنه يذرع ثوياً أو يمسح أرضاً أو يصف بالاجتماع والتدوير رجلا، كما قال تميم بن أبي بن مقبل:

وكل يمانٍ طوله مثل عرضه ... فليس له أصلٌ ولا طرفان

فإن قيل: فإذا جعلت للزمان العرض الذي هو سعة على المجاز فلم

<<  <  ج: ص:  >  >>