للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك قول كثير:

بطاحيٌ له نسبٌ مصفى ... وأخلاقٌ لها عرضٌ وطول

أي: لها سعة وتمام وكمال في الفضائل والمحاسن، وكذلك قوله:

إذا ابتدر الناس المكارم بزهم ... عراضة أخلاق ابن ليلى وطولها

أي بزهم منه أخلاقه وتمامها وكمالها ف يالفضل؛ لأن الأخلاق تمدح بالسعة وتذم بالضيق، إلا أن أكثر ما يأتي في كلامهم العرض المراد به السعة إذا جاء مفرداً عن الطول، نحو قولهم: فلان في نعمةٍ عريضة، وله جاهٌ عريض، وكما قال الله عز وجل: " وجنةٍ عرضها السموات والأرض " أي: سعتها، وكما قال الله عز وجل في موضع آخر: " وإذا مسه الشر فذو دعاء عريضٍ "، وكما قال تميم بن أبي بن مقبل:

يقطعن عرض الأرض غير لواغبٍ ... وكأن بحريها لهن صحار

أي: يقطعن سعة الأرض، وكما قال الآخر:

سأجعل عرض الأرض بيني وبينهم ... وأجعل بيتي في غنى وأعصر

<<  <  ج: ص:  >  >>