للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٤ - ومن خطأ المديح قوله:

سأحمد نصراً ما حييت، وإنني ... لأعلم أن قد جل نصرٌ عن الحمد

فإنه رفع الممدوح عن الحمد الذي ندب الله عباده إليه بأن يذكروه به، وينسبوه إليه، وافتتح فرقانه في أل سورةٍ بذكره، وحث عليه، وللعرب في ذكر الحمد ما هو كثير في كلامها وأشعارها، ما فيهم من رفع أحداً عن أن يحمد، ولا من استقل الحمد للممدوح، قال زهير بن أبي سلمى:

متصرف للحمد، معترف ... للرزء، نهاضٍ إلى الذكر

فقوله " متصرف للحمد " أي حيث ما رأى خلة تكسبه الحمد التمسها وطلبها.

وقال زهيراً أيضاً:

أليس بفياضٍ يداه غمامةٌ ... ثمال اليتامى في السنين محمد؟

فقوله " محمد " أي: يحمد كثيراً. وقال الأعشى:

ولكن على الحمد إنفاقه ... وقد يشتريه بأغلى الثمن

<<  <  ج: ص:  >  >>