للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ففوته الثناء إنما معناه عظم أن يدركه ويبلغ حده، ألا تراه قال " كيف نثنى على ابن يوسف؟ لا كيف؟ " أي: لا طريق إلى كيفية الثناء الذي يستحقه ويليق به، ثم قال " سرى مجده فعاب الثناء " قطعاً من الكلام الأول.

١٥ - ومن خطائه قوله:

ظعنوا فكان بكاي حولاً بعدهم ... ثم ارعوبت، وذاك حكم لبيد

أجدر بجمرة لوعة إطفاؤها ... بالدمع أن تزداد طول وقود

وهذا ما خلف عليه العرب، وضد ما يعرف من معانيها؛ لأن المعلوم من شأن الدمع أن يطفئ الغليل، ويبرد حرارة الحزن، ويزيل شدة الوجه، ويعقب الحرارة، وهو في أشعارهم كثيرٌ موجود ينحى به هذا النحو من المعنى؛ فمن ذلك قول أمرئ قيس:

وإن شفائي عبرةٌ مراهقةٌ ... فهل عند الرسم دارس ن معول؟

وقول ذي الرمة:

لعل انحدار الدمع يعقب راحة ... من الوجد، أو يشفى نجى البلابل

<<  <  ج: ص:  >  >>