للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الفرزدق:

فقلت لها: إن البكاء لراحة ... به يشتفى من ظن أن لا تلاقيا

وهو كثير في أشعارهم، ما عدل به أحدٌ منهم عن هذا المعنى، وكذلك المتأخرون، هذا السبيل سلكوا، وأبو تمام من بينهم ركب هذا المعنى؛ وكرره في شعره متبعاً لمذاهب الناس؛ فمن ذلك قوله:

نثرت فريد مدامع لم تنظم ... والدمع يحمل بعض ثقل المغرم

وقال في موضوع آخر:

واقعاً بالخدود، والحر منه ... واقعٌ بالقلوب والأكباد

وقال أيضاً:

فافزع إلى ذخر الشؤون وعذبها ... فالدمع يذهب بعض الجهد الجاهد

وقال أيضاً:

فلعل عينك أن تجود بمائها ... والدمع منه خاذل ومواس

وقال أيضاً:

فلعل عبرة ساعة أذريتها ... تشفيك من إرباب وجد محول

فلو كان اقتصر على هذا المعنى الذي جرت به العادة في وصف الدمع

<<  <  ج: ص:  >  >>