للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون سلاً وحزيناً وليناً وصعبا على قدر تصرف الأحوال فيه؛ لأن هذه الألفاظ كانت أولى بالاستعمال في هذا الوضع، وطانت تنوب عن المعنى الذى قصده، ويتخلص من قبح الأخداع؛ فإن الكلام متسعاً، ألا ترى إلى قوله ما أحسنه وما أو ضحه:

ليالى نحن في وسنلت عيش ... كأن الدهر عنا في وثاق

وأياماً لنا وله لدانا ... غنينا في حواشيها الرقاق

فاستعار للأيام الحواشى، وقوله:

أيامنا مصقولةٌ أطرافها ... بك، والليالى كلها أسحار

وأبلغ من هذا وأبعد من التكلف وأشبه بكلام العرب قوله:

سكن الزمان فلا يد مذمومة ... للحادثات ولا سوام تذعر

فقد تراه كيف يخلط الحسن بالقبيح، والجيد بالردى، وإنما قبح الأخداع لما جاء به مستعاراً للدهر، ولو جاء في غير هذا الموضع أو أتى به حقيقة ووضعه في موضعه ما قبح، نحو قول البحترى:

<<  <  ج: ص:  >  >>