وكنا إذا الجبار صعر خده ... ضربناه حتى تستقيم الأخادع
فأما قوله:" فضربت الشتاء في أخدعيه " فإن ذكر الأخدعين - على قبحهما - أسوغ؛ لأنه قال " ضربةً غادرته عوداً كوباً " وذلك أن العود المسن من الإبل يضرب على صفحتي عنقه فيذل؛ فقربت الاستعارة ههنا من الصواب قليلا، ومن القبيح في هذا قوله:
يا دهر قوم من أخدعيك فقد ... أضججت هذا الأنام من خرقك
أي ضرورةٍ دعته إلى الأخدعين؟ وكان يمكنه أن يقول " من اعوجاجك " أو " قوم ما تعوج من صنعك " أي: يا دهر أحسن بنا الصنيع؛ لأن الأخرق هو الذي لا يحسن العمل، وضده الصنع، وكذلك قوله:
تحملت ما لو حمل الدهر شطره ... لفكر دهراً أي عبأيه أثقل