للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعتقت من ذلك المطامع أخدعى

ونحو قوله:

ولا مالت بأخدعك الضياع

ومما يزيد على كل جيدٍ قول الفرزدق:

وكنا إذا الجبار صعر خده ... ضربناه حتى تستقيم الأخادع

فأما قوله: " فضربت الشتاء في أخدعيه " فإن ذكر الأخدعين - على قبحهما - أسوغ؛ لأنه قال " ضربةً غادرته عوداً كوباً " وذلك أن العود المسن من الإبل يضرب على صفحتي عنقه فيذل؛ فقربت الاستعارة ههنا من الصواب قليلا، ومن القبيح في هذا قوله:

يا دهر قوم من أخدعيك فقد ... أضججت هذا الأنام من خرقك

أي ضرورةٍ دعته إلى الأخدعين؟ وكان يمكنه أن يقول " من اعوجاجك " أو " قوم ما تعوج من صنعك " أي: يا دهر أحسن بنا الصنيع؛ لأن الأخرق هو الذي لا يحسن العمل، وضده الصنع، وكذلك قوله:

تحملت ما لو حمل الدهر شطره ... لفكر دهراً أي عبأيه أثقل

<<  <  ج: ص:  >  >>