واتسع، ولوجدنا منه ما يضيق العذر فيه، ولا يجد المتأول له مخرجاً منه إلا بالطلب والحيلة والتمحل الشديد، وذلك مثل قوله:
ثانيه في كبد السماء، ولم يكن ... لأثنين ثانٍ إذ هما في الغار
معنى هذا البيت أن بابك صار جاراً في الصلب لمازيار، وهو ثانية في كبد السماء، ولم يكن ثانياً لاثنين إذ هما في الغار: أي هو ثاني اثنين في الصلب لمازيار الذي هو رذيلة، وليس هو ثانياً في الغار؛ لأن هذه فضيلة؛ فكان يجب أن يقول في البيت " ولم يكن لاثنين ثانياً "؛ لأنه خبر يكن، واسمها هو اسم بابك مضمر فيها؛ فليس إلى غير النصب سبيل في البيت، وإلا بطل المعنى وفسد، وفساده أنك إذا أخليت " يكن " من ضمير بابك وجعلت قوله " ثاني " اسمها كان ذلك خطأ ظاهراً قبيحاً؛ لأنك إذا قلت: كان زيد وعمرو اثنين ولم يكن لهما ثان، كنت مخطئاً؛ لأن كل اثنين أحدهما ثانٍ للآخر، وكذلك إذا قلت: كانوا ثلاثةً ولم يكن لهم ثالث، كنت مخطئاً؛ لأن أحد الثلاثة هو ثالثهم، وإنما تكون مصيباً إذا قلت: كانا اثنين ولم يكن لهما ثالث، وثلاثةً ولم يكن لهم رابع، وأيضاً فإنه لو أراد هذا المعنى لم يكن في البيت فائدة البتة؛ لأنه كان