يرحم معذبه " أي: كالهجر الذي هذه حاله على طريق التعجب " والوصل لم يعتمد معطاه بالحسد " أي الوصل الذي هذه حاله، وهذا كما تقول: " لم أر كالرجل يسئ فلا يذم، ويحسن فلا يشكر " أي كالرجل الذي هذه حاله، ولم يرد كل الرجال، وكيف يظن مثل هذا بالبحتري وهو يقول:
ونحسد أن يسرى إلينا من الهوى ... عقابيل يعتاد الهوى باعتيادها
فكم نافسوا في حرقةٍ إثر فرقةٍ ... تعجب من أنفاسنا وامتداها
فقد ترى كيف يزعم أنه يحسد على الجوى وعلى الحرق، فكيف على الوصل؟ ١٠ - وقا لالبحتري:
أي ليلٍ يبهى بغير نجومٍ ... وسحابٍ يندى بغير بروق؟
عابه بعضهم بهذا، وقالوا: قد يكون برقٌ ولا غيث معه، وهو برق الخلب، والرجل لم يقل لا برق إلا ومعه مطر، وإنما قال لا مطر إلا ومعه برق.